الشيخ علي الشاوري الفرشوطي
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ علي الشاوري الفرشوطي
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه سلسلة لأعلام فرشوط
[/align]
[align=center]ونبدأها بالشيخ على الشاوري المالكي الفرشوطي[/align]
(الإمام الفقيه الصالح الخير الشيخ علي بن صالح ابن موسى بن احمد بن عمارة الشاوري المالكي مفتي فرشوط قرأ بالازهر العلوم ولازم العلامة الشيخ علي العدوي وتفقه عليه وسمع الحديث من الشيخ أحمد ابن مصطفى السكندري وغيره ورجع الى فرشوط فولي افتاء المالكية بها فسار فيها سيرا مقتصدا ولما ورد عليه الشيخ ابن الطيب راجعا من الروم تلقى عنه شيئا من الكتب وأجازه وكان لشيخ العرب همام بن يوسف في حقه عناية شديدة وصحبة أكيدة وكانت شفاعات العلماء مقبولة
عنده بعناية ولذلك راج امره واشتهر ذكره وطار صيته , وكان حسن المذاكرة والمحاورة محتشما في نفسه مجملا في ملابسه وجيها معتبرا في الاعين , والف شيخنا السيد محمد مرتضى باسمه نشق الغوالي من المرويات العوالي وذلك ايام رحلته الى فرشوط ونزوله عنده ورفع من شأنه عند شيخ العرب واكرمه اكراما كثيرا ولما تغيرت احوال الصعيد قدم الى مصر مع ابن مخدومه وما زال بها حتى توجه الى طندتا وكان يعتريه حصر البول فيجلس اياما وهو ملازم للفراش فزار وعاد , توفي يوم دخوله الى بولاق نهار الثلاثاء ثالث عشر شعبان من السنة وكان يوما مطير اذا رعد وبرق فوصل خبره الى الجامع الازهر فخرج اليه الشيخ علي الصعيدي وكثير من العلماء وتخلف من تخلف لذلك العذر فجهزوه هناك وكفنوه وأتوا به الى الازهر وأراد الشيخ الصعيدي دفنه في مدفن عبد الرحمن كتخدا لصعوبة الذهاب به الى القرافة ثم دفنوه بالمجاورين بجانب تربة الشيخ الصعيدي التي دفن فيها مات سنة خمس وثمانين ومائة وألف 1185 هـ ) (1)
==========
ومن آثاره التي تركها ما قاله عند زيارة السيد (مرتضى الزبيدي ) (2) إلى فرشوط ونصها
(وقد ذكرت بعض التقريظات في تراجم أصحابها، ومنها تقريظ الشيخ علي الشاوري الفرشوطي ، أذكره لما فيه من تضمن رحلة المترجم إلى فرشوط ونصه:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
الحمد لله منطق البلغاء بأفصح البيان، ومودع لسان الفصيح حلاوة التبيان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الملوان، وبعد فإن للعلوم شعباً وطرائق، وهضاباً وشواهق، يتفرع من كل أصل منه فنون، ومن كل دوحة فروع وغصون، وإن من أجل العلوم معرفة لغات العرب، التي تكاد ترقص العقول عند سماعها من الطرب، وكان ممن كيل له ذلك بالكيل الوافر، وطلع في سمائها طلوع البدور السوافر، ومر في ميدانها طلق العنان، وشهد له بالفصاحة القلم واللسان، حلية أبناء العصر والأوان، ونتيجة آخر الزمان، العدل الثبت الثقة الرضى، مولانا السيد الشريف المرتضى، متعنا الله بوجوده، وأطال عمره بمنه وجوده، وقد من الله علينا وشرفنا بقدومه الصعيد، فكان فيه كالطالع السعيد، فحصل لنا به غاية الفرح، وفرت العين به واتسع الصدر وانشرح، وقد أطلعني على بعض شرحه على قاموس البلاغة فإذا هو شرح حافل، ولكل معنى كافل، وقد مدحه جمع من السادة العلماء الأعلام، خصوصاً شيخنا وأستاذنا العلامة البطل الهمام، خاتمة المحققين بالاتفاق، أوحد الأئمة المجتهدين الحذاق، أستاذنا الشيخ علي الصعيدي العدوي، وناهيك به من شاهد، وكل ألف لا تعد بواحد، فهو مؤلف جدير بأن يثنى عليه، وحقيق بأن تشد الرحال إليه، كيف وهو صياغة نبراس البلاغة، وفارس البداعة والبراعة. الذي قلت فيه حين قدم فرشوط بلدتنا:
[align=center]قد حل في فرشوطنا كل الرضى ... مذ جاءها الحبر النفيس المرتضى
أكرم به من طود فضل شامخ ... من نسل من نرجو همو يوم القضا
جاد الزمان بمثله فحسبته ... من أجل هذا قد يعود بمن مضى
عجباً لدهر قد يجود بمثله ... ورواؤه قدماً تولى وانقضى
لا سيما علم اللغات فإنه ... قد شيد الأس الذي منه نضا
أمست به فرشوط تفخر غيرها ... وتبلجت أقطارها حتى الغضا
لما تولى ذاهباً من عندنا ... فكأن في أحشائنا نار الغضا
[/align]
وقد اجتمع السيد السند العظيم بأمير المنهل العذب الرحيق الذي قصد من كل فج عميق كهف الأنام، الليث الهمام، شيخ مشايخ العرب الشيخ همام لازالت همته هامية، ودواعيه إلى فعل الخير نامية، فأحله من التعظيم لمكانه الأقصى، متأدباً معه بآداب لا تعد ولا تحصى، وهو جدير بذلك:
فما كل مخضوب البنان بثينة ... ولا كل مسلوب الفؤاد جميل
أعاد الله علينا من بركاته وصالح دعواته، في خلواته وجلواته، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
قائل هذا النظم والنثر العبد الفقير، إلى مولاه الغني القدير، علي بن صالح بن موسى الشهير بالشاوري جنبه الله شرور نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، والله ولي التوفيق انتهى.) (3)
=============
[size=small](1) الكتاب: عجائب الآثار الجزء الاول - المؤلف: الجبرتي
(2) محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينى الزبيدى، أبو الفيض، الملقب بمرتضى: السبط علامة باللغة والحديث والرجال والانساب، من كبار المصنفين.
أصله من واسط (في العراق) ومولده بالهند (في بلجرام) ومنشأه في زبيد (باليمن) رحل إلى الحجاز، وأقام بمصر، فاشتهر فضله وانهالت عليه
الهدايا والتحف، وكاتبه ملوك الحجاز والهند واليمن والشام والعراق والمغرب الاقصى والترك والسودان والجزائر. وزاد اعتقاد الناس فيه حتى كان في أهل المغرب كثيرون يزعمون أن من حج ولم يزر الزبيدى ويصله بشئ لم يكن حجه كاملا ! وتوفى بالطاعون في مصر. سنة 1205هـ . من أشهر كتبه (تاج العروس في شرح القاموس )، و (إتحاف السادة المتقين ) في شرح إحياء العلوم للغزالي، مات سنة 1205هـ رحمه الله تعالى.
(3) الكتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - المؤلف : عبد الرزاق البيطار
[/size]
هذه سلسلة لأعلام فرشوط
[/align]
[align=center]ونبدأها بالشيخ على الشاوري المالكي الفرشوطي[/align]
(الإمام الفقيه الصالح الخير الشيخ علي بن صالح ابن موسى بن احمد بن عمارة الشاوري المالكي مفتي فرشوط قرأ بالازهر العلوم ولازم العلامة الشيخ علي العدوي وتفقه عليه وسمع الحديث من الشيخ أحمد ابن مصطفى السكندري وغيره ورجع الى فرشوط فولي افتاء المالكية بها فسار فيها سيرا مقتصدا ولما ورد عليه الشيخ ابن الطيب راجعا من الروم تلقى عنه شيئا من الكتب وأجازه وكان لشيخ العرب همام بن يوسف في حقه عناية شديدة وصحبة أكيدة وكانت شفاعات العلماء مقبولة
عنده بعناية ولذلك راج امره واشتهر ذكره وطار صيته , وكان حسن المذاكرة والمحاورة محتشما في نفسه مجملا في ملابسه وجيها معتبرا في الاعين , والف شيخنا السيد محمد مرتضى باسمه نشق الغوالي من المرويات العوالي وذلك ايام رحلته الى فرشوط ونزوله عنده ورفع من شأنه عند شيخ العرب واكرمه اكراما كثيرا ولما تغيرت احوال الصعيد قدم الى مصر مع ابن مخدومه وما زال بها حتى توجه الى طندتا وكان يعتريه حصر البول فيجلس اياما وهو ملازم للفراش فزار وعاد , توفي يوم دخوله الى بولاق نهار الثلاثاء ثالث عشر شعبان من السنة وكان يوما مطير اذا رعد وبرق فوصل خبره الى الجامع الازهر فخرج اليه الشيخ علي الصعيدي وكثير من العلماء وتخلف من تخلف لذلك العذر فجهزوه هناك وكفنوه وأتوا به الى الازهر وأراد الشيخ الصعيدي دفنه في مدفن عبد الرحمن كتخدا لصعوبة الذهاب به الى القرافة ثم دفنوه بالمجاورين بجانب تربة الشيخ الصعيدي التي دفن فيها مات سنة خمس وثمانين ومائة وألف 1185 هـ ) (1)
==========
ومن آثاره التي تركها ما قاله عند زيارة السيد (مرتضى الزبيدي ) (2) إلى فرشوط ونصها
(وقد ذكرت بعض التقريظات في تراجم أصحابها، ومنها تقريظ الشيخ علي الشاوري الفرشوطي ، أذكره لما فيه من تضمن رحلة المترجم إلى فرشوط ونصه:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
الحمد لله منطق البلغاء بأفصح البيان، ومودع لسان الفصيح حلاوة التبيان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الملوان، وبعد فإن للعلوم شعباً وطرائق، وهضاباً وشواهق، يتفرع من كل أصل منه فنون، ومن كل دوحة فروع وغصون، وإن من أجل العلوم معرفة لغات العرب، التي تكاد ترقص العقول عند سماعها من الطرب، وكان ممن كيل له ذلك بالكيل الوافر، وطلع في سمائها طلوع البدور السوافر، ومر في ميدانها طلق العنان، وشهد له بالفصاحة القلم واللسان، حلية أبناء العصر والأوان، ونتيجة آخر الزمان، العدل الثبت الثقة الرضى، مولانا السيد الشريف المرتضى، متعنا الله بوجوده، وأطال عمره بمنه وجوده، وقد من الله علينا وشرفنا بقدومه الصعيد، فكان فيه كالطالع السعيد، فحصل لنا به غاية الفرح، وفرت العين به واتسع الصدر وانشرح، وقد أطلعني على بعض شرحه على قاموس البلاغة فإذا هو شرح حافل، ولكل معنى كافل، وقد مدحه جمع من السادة العلماء الأعلام، خصوصاً شيخنا وأستاذنا العلامة البطل الهمام، خاتمة المحققين بالاتفاق، أوحد الأئمة المجتهدين الحذاق، أستاذنا الشيخ علي الصعيدي العدوي، وناهيك به من شاهد، وكل ألف لا تعد بواحد، فهو مؤلف جدير بأن يثنى عليه، وحقيق بأن تشد الرحال إليه، كيف وهو صياغة نبراس البلاغة، وفارس البداعة والبراعة. الذي قلت فيه حين قدم فرشوط بلدتنا:
[align=center]قد حل في فرشوطنا كل الرضى ... مذ جاءها الحبر النفيس المرتضى
أكرم به من طود فضل شامخ ... من نسل من نرجو همو يوم القضا
جاد الزمان بمثله فحسبته ... من أجل هذا قد يعود بمن مضى
عجباً لدهر قد يجود بمثله ... ورواؤه قدماً تولى وانقضى
لا سيما علم اللغات فإنه ... قد شيد الأس الذي منه نضا
أمست به فرشوط تفخر غيرها ... وتبلجت أقطارها حتى الغضا
لما تولى ذاهباً من عندنا ... فكأن في أحشائنا نار الغضا
[/align]
وقد اجتمع السيد السند العظيم بأمير المنهل العذب الرحيق الذي قصد من كل فج عميق كهف الأنام، الليث الهمام، شيخ مشايخ العرب الشيخ همام لازالت همته هامية، ودواعيه إلى فعل الخير نامية، فأحله من التعظيم لمكانه الأقصى، متأدباً معه بآداب لا تعد ولا تحصى، وهو جدير بذلك:
فما كل مخضوب البنان بثينة ... ولا كل مسلوب الفؤاد جميل
أعاد الله علينا من بركاته وصالح دعواته، في خلواته وجلواته، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
قائل هذا النظم والنثر العبد الفقير، إلى مولاه الغني القدير، علي بن صالح بن موسى الشهير بالشاوري جنبه الله شرور نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، والله ولي التوفيق انتهى.) (3)
=============
[size=small](1) الكتاب: عجائب الآثار الجزء الاول - المؤلف: الجبرتي
(2) محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينى الزبيدى، أبو الفيض، الملقب بمرتضى: السبط علامة باللغة والحديث والرجال والانساب، من كبار المصنفين.
أصله من واسط (في العراق) ومولده بالهند (في بلجرام) ومنشأه في زبيد (باليمن) رحل إلى الحجاز، وأقام بمصر، فاشتهر فضله وانهالت عليه
الهدايا والتحف، وكاتبه ملوك الحجاز والهند واليمن والشام والعراق والمغرب الاقصى والترك والسودان والجزائر. وزاد اعتقاد الناس فيه حتى كان في أهل المغرب كثيرون يزعمون أن من حج ولم يزر الزبيدى ويصله بشئ لم يكن حجه كاملا ! وتوفى بالطاعون في مصر. سنة 1205هـ . من أشهر كتبه (تاج العروس في شرح القاموس )، و (إتحاف السادة المتقين ) في شرح إحياء العلوم للغزالي، مات سنة 1205هـ رحمه الله تعالى.
(3) الكتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - المؤلف : عبد الرزاق البيطار
[/size]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى